بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
من المعروف أن الإسراف من مساؤى الأخلاق التي تعود على صاحبها وعلى المجتمع والأمة بالكثير من الأضرار فإن الله عز وجل قد نهى عباده عنه فقال: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ (الأعراف:31).
وقال تعالى ممتدحا أهل الوسطية في النفقة الذين لا يبخلون ولا يسرفون : ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً﴾ الفرقان:67.
أذكـر انني دعيت إلى حفل زواج لشخص يعتبر من أغنياء المجتمع وقد أولم بخمسة ولائم ,, قارنت حاله بحال من يبحث عن الغريب الغير مألوف وهدفه سماع المديح وإرضاء الضيوف بإسراف وتبذير وكبر و تبديد للمال وترف وإضاعة للثروة(إلامن رحم الله) وهذا حالنا مع كل إجازةنستهلها بالأعراس والله المستعان , عندها تذكرت قوله تعالى :﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ﴾
فذلكم خطرٌ عظيمٌ على مستقبل الزوجين؛ بل وعلى المجتمع ككلٍّ، والله - جلَّ وعلا - سائلٌ كل عبدٍ عن ماله فيما أنفقه؟ فليُعدَّ للسؤال جوابًا، وليُعدَّ للجواب صوابًا.
ثم هل فكرنا وخططنا بعد انتهاء الوليمة ماذا سنفعل بالفائض من الطعام ,,,,هل تذكرنا الفقراء والمساكين والمحتاجين !!
ويشد الخطر ويعظم شأنه حينما يقع النَّاس في إلقاء المأكولات في المَوَاطن المُمْتَهَنَة - لاقدَّر الله - وهذا كفرٌ بالنِّعم، وسببٌ في تحوُّلها وزوَالها، وربُّنا - جلَّ وعلا– يقول : ﴿وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾الإسراء: 26 – 27
فقــد شــاهــدنــا ســابقــآ لبعض صــور الاســراف والتبــذير وقــد ادمت لهــا قلــوبنـــا ودمعــت منهــا عيــوننــا
نســأل الله أن لا يــؤاخـــذنا بمـــا فعـــله غيـــرنــا
فانظروا إلى أي حد وصل الناس في التبذير والإسراف
نحن لا ندعو للبخل بل ندعو للكرم الذي لا يتعدى حدوده ليصل إلى الإسراف والتبذير .. فإنَّ الأصول التَّشريعية، والقواعد القرآنية، والمبادئ النبوية - أصلُ التوسُّط والاعتدال في جميع الأمور وفي كلِّ الأحوال : ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾
فيا عجباً من أناس يسرفون في الأفراح والولائم والمجتمعات المسلمة تعاني من الجوع والفقر . وقديماً قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كلمته المشهورة :{ما جاع فقير إلا بما تمتع غني}
يا أهل الأعراس والمناسبات لنحذر ولنتذكر قوله تعالى : ﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾
نسأل الله الهداية والصلاح لنا ولجميع المسلمين
الموضوعالأصلي :
الاسراف من مساوئ الاخلاقـ المصدر :
سحـر الأميـرات الكاتب: اماني الحياة