فى الوقت الذى يجتمع فيه بعد قليل وزير القوى العاملة، الدكتور أحمد البرعى، مع ممثلين عن العمال المضربين عن العمل بمقر الوزارة لبحث مطالبهم، واصل العاملون بهيئة النقل العام إضرابهم عن العمل، واستمر 23 عاملا ما بين سائق وفنى إضرابهم عن الطعام.
واستمرت جراجات المظلات والسواح وفم الخليج والعتبة وبدر وأكثر من 10 جراجات أخرى إضرابها عن العمل، ورفضت النقابة المستقلة مقابلة الوزير أو التفاوض قبل تلبية مطالبهم.
وأكد إبراهيم صابر عبد الحميد سائق بجراج المظلات إضراب خمسة عاملين بجراج المظلات عن الطعام لليوم الثالث على التوالى، وقال محمد فؤاد، عضو النقابة المستقلة للعاملين بهيئة النقل العام، إن الإضراب مستمر لحين إصدار منشور رسمى من الهيئة بجميع حقوق العاملين.
كما أكد محمود صلاح، عضو النقابة المستقلة، أن تفويض المجتمعين مع أحمد البرعى، وزير القوى العاملة، هو تفويض للحوار فقط وليس لاتخاذ القرار وأن القرار الأول والأخير الخاص بتعليق الإضراب راجع للعاملين أنفسهم وليس اللجنة المفوضة، وأضاف صلاح أن المطالب العاجلة هى صرف حافز الإثابة وانضمام الهيئة لوزارة النقل وباقى المطالب يتم تحديد جدول زمنى لتحقيقها لا يزيد عن شهر.
وتسبب الإضراب فى حالة من الشلل لشوارع العاصمة، بعدما خلت "المواقف" و"المحطات" من أتوبيس الهيئة، وتكدس الركاب فى المواقف، على أمل مجىء "الأتوبيس، الذى لم يأت، مما أدى إلى حدوث تكدس فى المواقف ومناوشات بين الركاب، ومسئولى المواقف، الذين لم يجدوا حلاً سوى محاولة "الهروب" من مكاتبهم، والاختفاء من "المواقف".
كما تدرس محافظة القاهرة حالياً طرقاً بديلة لمواجهة الإضراب فى حال استمراره أو تكراره مع مسئولى هيئة النقل العام بعدما تعدت الخسائر الأيام السابقة ما يزيد على 6 ملايين جنيه.
فى الوقت نفسه، استغل سائقو"الميكروباص"و الشركات الخاصة للنقل الجماعى "المواقف" المخصصة للأتوبيس، ورفعوا قيمة "تعريفة" الركوب، فضلاً عن "تكديس" المواطنين بأكثر من"الطاقة الاستيعابية" للسيارة، فى الوقت ذاته، ألقت شركات النقل الجماعى بكامل طاقتها فى الشوارع، لدرجة تسيير عربات "مكهنة"، فى بعض الخطوط، استغلالا للأزمة.
يذكر أن العاملين بهيئة النقل العام، وشركة القاهرة الكبرى، قد واصلوا إضرابهم الكامل فى غالبية الجراجات، للضغط من أجل تحقيق مطالبهم، ومنها حافز الإثابة، وتكهين السيارات القديمة، ورفع مرتبات العاملين، وإعفائهم من "المخالفات"، ورغم وعود رئيسة الهيئة ومسئوليها بتحقيق المطالب، إلا إن العاملين واصلوا إضرابهم لحين تحقيقها على أرض الواقع.
فى موقف الهرم، حدثت عدة اشتباكات بين الركاب، ومسئولى الموقف، الذين أرجعوا الأمر الى امتناع "السائقين" عن العمل، فى الوقت الذى أعلن بعض الركاب غضبهم مما يحدث، خاصة أنهم منذ بداية الإضراب يجدون مشقة كبيرة فى الذهاب لأعمالهم.
وفى موقف رمسيس، وصل الغضب لدى بعض الركاب إلى حد محاولتهم التعدى على مسئولى الموقف، الذين حاولوا تهدئة إثارة الركاب، بإجراء العديد من الاتصالات لإقناع بعض السائقين بالحور إلى الموقف دون جدوى، وقال أحد الركاب، إن مايحدث أمر لايحدث مثيله فى أى دولة فى العالم، واتهم العاملين بالهيئة، بأنهم "لاتهمهم سوى مصلحتهم، ولتذهب مصالح الناس إلى الجحيم".
لم تختلف الصورة فى موقف "السلام" بمدينة السلام، فمع اختفاء الأتوبيس، اضطر المواطنون إلى اللجوء إلى الميكروباص، والمينى باص الخاص بشركات النقل الجماعى، رغم أن تعريفة الركوب زادت بشكل كبير، ولجوء السائقين إلى "تكديس" السيارة بعدد يفوق سعتها الحقيقة.
أما فى موقف بولاق، فقد كان التكدس على أشده، وظهر الغضب واضحاً على ملامح الركاب، وقالت إحدى الراكبات "لماذا لم تتحرك الحكومة حتى الآن"، لا نستطيع الذهاب إلى أعمالنا إلا باستقلال التاكسى، وهو ما يرهقنا مالياً، وأضافت، إذا استمر الحال على هذا الوضع سأبقى فى البيت، ولن أذهب
"للعمل".
وتكرر المشهد فى موقف عبد المنعم رياض، حيث احتل "الميكروباص"، و"المينى باص" الممرات الخاصة بأتوبيس الهيئة، وزادت المناوشات، والتلاسن بين الركاب ومسئولى الموقف، مما اضطر بعض المسئولين إلى ترك مكاتبهم والاختفاء عن أعين الركاب، خوفاً من تطور الأمر، وطالب أحد الركاب بضرورة تدخل الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، لحل الأزمة، فإذا كان لهؤلاء العاملين حق، فليعطيه لهم، وإذا لم يكن لهم حق، يتم فوراً اتخاذ الإجرات التأديبية ضد الممتنعين عن العمل، لأن استمرار الأزمة، يزيد من الأعباء على كاهل المواطنين.
الموضوعالأصلي :
العاملون بهيئة النقل يواصلون الإضراب والركاب يطالبون بتدخل "شرف" المصدر :
سحـر الأميـرات الكاتب: احلى البنات